كقائد لفرقة الهارد روك "Disturbed" التي تبيع أكثر من مليوني نسخة، فإن ديفيد درايمان يؤلف أغاني دائمًا ما تكون شخصية وسياسية. وفي طفولته، وبين الحين والآخر كان يُجرُّ إلى مشاجرات سببها تعليقات مضادة لليهود. بينما في مراهقته، خاطب المجتمع المنكر لمحرقة الهولوكوست والمعادي للسامية في أغنية له بعنوان "ليس مجددًا" (Never Again).
نسخة كاملة مكتوبة
ديفيد درايمان: لقد كنت أتمنى لو أن بعض معجبينا، الذين ربما قاموا فقط بالقراءة عن محرقة الهولوكوست أو ربما لا يعترفون بها بطريقة أو بأخرى، قد أدركوا أن عائلتي قد تعرضت لهذه المحرقة، وحينها فإن الأمر سيصبح بالنسبة لهم أكثر من مجرد قصة.
أليسا فيشمان: إنه مطرب موسيقى الهيفي ميتال الفذ، والذي حصل على دراسات في الشريعة اليهودية الخاصة بالأحبار والربانيين؛ فتلك تعد قصة ديفيد درايمان. وكقائد لفرقة الهارد روك "Disturbed" التي تبيع أكثر من مليوني نسخة، فإن ديفيد درايمان يؤلف أغاني دائمًا ما تكون شخصية وسياسية. وفي طفولته، وبين الحين والآخر كان يُجرُّ إلى مشاجرات سببها تعليقات مضادة لليهود. بينما في مراهقته، خاطب المجتمع المنكر لمحرقة الهولوكوست والمعادي للسامية في أغنية له بعنوان "ليس مجددًا".
مرحبًا بكم في "آراء حول معاداة السامية"، وهي حلقات بودكاست (نشرات صوتية يتم بثها عبر الإنترنت) مأخوذة من المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة، وقد أصبحت متوفرة بفضل الدعم السخي الذي تقدمه "مؤسسة إليزابيث وأوليفر ستانتون". معكم أليسا فيشمان. إننا نقوم مرة كل شهر بدعوة ضيف للتحدث حول الطرق العديدة التي تؤثر بها معاداة السامية والكراهية على عالمنا اليوم. ومعنا من منزله في مدينة أوستن بولاية تكساس، الموسيقي ديفيد درايمان.
ديفيد درايمان: ليس مجددًا... ليس مجددًا...
لسوء الحظ هناك مجموعات معينة تعتقد أن الموسيقى العنيفة بوجه عام ليست سوى مبرر للناس لإفراغ طاقاتهم فيها. ولكن هناك عددًا كبيرًا من الفرق التي تظهر مشاعرها بوضوح في تعبيراتها، سواء أكانت فرقة تشبهنا أم تشبه فرقة ميتاليكا (Metallica) أو أخرى تشبه فرقة كورن (Korn). وبالرغم من الطبيعة العنيفة للموسيقى، فإنك تكتب عن موضوعات قريبة جدًا من شخصك، كما أنك تؤلف حول موضوعات غير تافهة.
فلنأخذ أغنية "ليس مجددًا" (Never Again) كمثال. فبالنسبة للأشخاص الذين يفهمون حقًا ما تعنيه، والذين قد أنهوا للتو مشاهدتهم لأحد البرامج على قناة ديسكفري تشانيل (Discovery Channel) والذي عرض - كما تعرفين - الرئيس الإيراني أحمدي نجاد متجولاً مع اثنين من كبار العلماء اللذين قررا المضي قدمًا في دعم نظريته التي تشير إلى أن محرقة الهولوكوست حدث تم تلفيقه، يكون الأمر مثيرًا للغيظ والحنق، بينما حين يتم الاستماع إلى أغنية مثل هذه، فإنها تعمل على التنفيس عن الغضب من جراء ذلك ومن ثم العودة إلى المسار الصحيح. فأنتِ تعرفين أن الموسيقى الخفيفة لا تكون أحيانًا ملائمة للتعبير عما تشعرين به.
كانت لديهم رغبة مخيفة في الإبادة الجماعية لم يكونوا ليتوقفوا حتى يقضي الموت على ما تبقى من أفراد عائلتي فهم عاقدون العزم على السيطرة على العالم ولن تتمكن من الاختباء في رداء التوافق
إن كلاً من جدي وجدتي لأمي من الناجين من تلك المعسكرات. فكان جدي يؤدي عمله على عربة يدوية صغيرة في معسكر الاعتقال الألماني بيرجن بيلسن. وكانت وظيفته نقل الجثث بالعربة إلى المحرقة ليتم إحراقها. بينما كانت جدتي لا تزال فتاة صغيرة في معسكر الاعتقال البولندي أوشفيتز. وقد نجت من الوصول إلى غرفة الغاز في ثلاث مناسبات منفصلة. ولأنها كانت فتاة صغيرة، فقد سمحوا لها بالزحف تحت أرجلهم حتى نهاية الصف في ثلاث مرات مختلفة، وبعد المرة الثالثة تم تحرير المعسكر. وأنتِ تشاهدين فقط كل ما يحدث في وسائل الإعلام. فتجدين أشخاصًا مثل أحمدي نجاد يحاولون بشكل غريب شن حملة تدَّعي تآمر اليهود. وأنا أنظر إلى جدتي التي لا تزال تحتفظ بالوشم على ساعدها الأيسر، وأدرك أن هناك جيلاً كاملاً، وهو الجيل الأخير من الناجين الذين لا يزالون على قيد الحياة والذين بإمكانهم القول "هذا بالفعل قد حدث لي"، على وشك أن يضيع بالنسبة لنا. وأنا أردت فقط أن أفعل شيئًا لإظهار أن هذا الأمر كان حقيقيًا، وأنه قد حدث بالفعل. كما أنه لم يؤثر فقط على الشعب اليهودي، ولكنه ألقى بظلاله على الكثير من الأشخاص، ولكنه بالتأكيد شيء لا يجب أن يغيب عن البال.
هل تجرؤ أن تخبرني أنه لم تكن هناك محرقة هولوكوست؟ أتعتقد أن التاريخ سوف يضيع ذاكرته؟ هتلر آخر، يستخدم الخوف ليحكم سيطرته ستفشل هذه المرة، فالعالم يراقبك
فكل ما تبقى داخلي روح مزهوة بالفخر لأخبرك "ليس مجددًا!" فمجتمعهم الفاسد في النهاية، لم يتمكن من قتلي لذا اصرخ وقل معي "ليس مجددًا!" ليس مجددًا
لقد تقبل الجمهور هذه الأغنية وتلقاها بترحاب كبير. وأنا فخور بالتأكيد بما تقوله هذه الأغنية، وفخور أيضًا بما حققته. وآمل لو أنها كانت قد حققت المزيد. لقد عرضتها بالفعل، صدقوا أو لا تصدقوا، لقد اتصلت ببعض المنظمات اليهودية وكنت كمن قال، "سيدي المسؤول، هل تريدها؟ ها هي. يمكنك أخذها. ولن أتقاضى منك شيئًا في مقابلها. استخدمها كصيحة استنفار أو على أي وجه تريد." لا، لم يرغب أي أحد في استخدامها. لذلك كنت كمن يقول "حسنًا...سوف أحتفظ بها إذن."
بينما ينتمي جانب عائلتي لوالدي إلى طائفة جير حسيديك اليهودية. فالشخص الذي يقولون إنني قد ورثت صوتي منه كان جدي الأكبر الذي كان قائد جوقة الترتيل لفرقة Gerrer Hasidische bes medresh في القدس. لقد قضيت 17 سنة في الأساس في دراسة التلمود والتوراة، واليهودية بشكل عام، وكنت على بعد سنتين أو ثلاثة من أن أوسم كاهنًا.
ولكنني أعتقد أنني قد قمت بما يكفي كفرد لتحرير عشرات بل مئات الآلاف من الأشخاص وجعلهم يشعرون أقوى مما كانوا عليه عندما كانوا يستمعون إليَّ في المبنى الذي كنت أمكث فيه، وذلك كل ليلة تقريبًا. لذلك، فقد كانت هذه نقطة الانطلاق. إنه قضاء الله.
ليس مجددًا... ليس مجددًا...
ديفيد درايمان: لأجل الأرواح التي ماتت ولا يمكن حصرها اسمحوا لأصواتنا أن تملأ سكون الليل غنوا معي "ليس مجددًا!" حقًا إنهم لن يضيعوا سدًى كما ترى لأن الحقيقة سوف تعيش بداخلي صدقني "ليس مجددًا!