تروي يوهانا نويمان بمحبة وفضل قصة العائلة التي أنقذتها من الهولوكوست. ومع ذلك فمحبتها لتلك العائلة ترافقها وجود بعض تناقضات عميقة.
نسخة كاملة مكتوبة
يوهانا نويمان: كانت عائلة بيلكو من أطيب العائلات. حتى عندما كنا لم نسكن هندهم بعد, فقد كانت تحضر لنا أشياء تعرف أننا لسنا قادرين على الحصول عليها مثل الكعك الذي تطبخه في المنزل وأشياء مثل هذا. لقد كانت صديقة طيبة بالفعل.
أليسا فيشمان: عندما تتحدث يوهانا نويمان عن عائلة بيلكو التي أنقذتها من الهولوكوست فيمتلئ صوتها بالمحبة والفضل. وعندما كبرت نويمان بذلت جهدا كبيرا ليتم تشريف وتقدير عائلة بيلكو كعائلة صالحة غير يهودية من قبل ياد فشيم, التصب التذكاري للهولوكوست. ولكن محبتها لتلك العائلة ترافقها وجود بعض تناقضات عميقة.
مرحباً بكم بأصوات حول معاداة السامية, سلسلات بودكاست لمتحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة أمكنتها مؤسسة أولفر وألزابيت ستانتون. أنا مضيفتكم الجديدة, أليسا فيشمان. نقوم كل أسبوع باستدعاء ضيف لنلفت النظر للطرق العديدة التي تؤثر على عالمنا اليوم من معاداة السامية والكره. أقدم لكم يوهانا نويمان.
يوهانا نويمان: ولدت في مدينة هامبورغ بألمانيا وكنت محظوظة جدا أنني نجوت من المحرقة مع والداي في ألبانيا. فقد تصادقنا مع بعض الألبان. تعرفت والدي على السيدة بيلكو, وكانت عائلة بيلكوا هي التي أنقذتنا وأخفتنا في بيتها خلال الاحتلال الألماني. وكانت السيدة بيلكو ألمانية وهكذا تعرفت على والدتي, وأعتقد أنها سمعتها في مكان ما أو في وقت ما تتكلم باللغة الألمانية فذهبت إليها وقدمت نفسها إليها. فأصبحنا أعز أصدقاء مع عائلة بيلكو. وكان السيد بيلكو من المسلمين, لست أعرف بالظبط إن أسلمت أو لا تسلم, ولكن هذا ليس مهما. كانت ألمانية وكانت بالتأكيد مطعاطفة مع الحكم في ألمانيا, وكان والدها أحد المؤيدين السابقين لألمانيا النازية. وكانت عندها صورة كبيرة معلقة لهتلر في حجرتها.
وكان كل شيء على ما يرام قبل صيف 1943, عندما احتلت ألمانيا ألبانيا. ومن ذلك الحين تعرضت حياتنا إلى خطر شديد. ولأن السيدة والسيد بيلكو كانوا معرفين أنهم ألمان, زارهم الكثير من رجال قوات الأمن الخاصة والشرطة. وغالبا ما قدمتنا إليهم كأسرتها من ألمانيا التي تزورها من حين إلى آخر فارة من القصف, والتي تقضي في ألبانيا عطلتها. وقد تصرفوا بطريقة مثالية.
وكنا مختبئين في بيتها, ويوم من الأيام سمعت السيدة بيلكوا بفرقة من اليهود صنعوا زورقا للهروب من ألبانيا. وأتذكر هذا بدقة, لقد قالت فورا: "سوف نتجول على الشاطئ وإن قابلنا أي جنود ألمان سوف نورّطهم في محادثة وذا ألزم الأمر سوف ندعوهم لشراب القهوة في المنزل." وأفتكر أنني فعلت هذا عدة ليال. كان لديها هذا الحنان, رغم أنها كانت تعرف أن هؤلاء الناس قد هربوا من ألمانيا النازية. لا أعرف حتى الآن كيف قدرت عن الصلح بين هذا وذلك. فقد عانت ألمانيا كثيرا بعد الحرب العالمية الثانية وأعتقد أنها كانت تظن أن ذلك الرجل سوف يجد حلا لكل تلك المشاكل ويعيد بهاء ألمانيا.
ونرى تشابك تصرفات الإنسان كل يوم في حياتنا, وأظن أن الناس لديهم الكثير من التعقدات والتوجيهات ويظهر هذا عند الإنسان بشكل مختلف ودرجات أخرى. وأعتقد أننا جميعا لدينا صراع نفسي, وخاصة في ذلك الوقت وذلك السقوط في العالم, وكان بالفعل سقوطا كاملا, وهذه لم تكن حياة عادية في ذلك الوقت.