يصف فرانك مينك في كتابه Autobiography of a Recovering Skinhead بصراحة شديدة أصوله في التعصب والعنف كمراهق من النازيين الجدد. وبفضل بعض اللقاءات الشخصية المذهلة، فقد أصبح مينك رافضًا لمعتقداته كما صار مناصرًا للتسامح والتنوع.
نسخة كاملة مكتوبة
فرانك مينك: لقد أحببت الخوف الذي رأيته في عيون الناس من جماعة حليقي الرؤوس، وذلك لأنه عندما كان عمري بين العاشرة والرابعة عشرة، كنت أخاف من كل شيء. كنت أخاف من المدرسة، ومن المنزل، وكنت أخاف ما إذا كنت سأحصل على ما يكفي من الطعام؛ كنت أخاف من كل شيء. والآن، شخص ما في النهاية يشعر بالخوف مني، وقد أحببت ذلك الشعور.
أليسا فيشمان: يصف فرانك مينك في كتابه Autobiography of a Recovering Skinhead بصراحة شديدة أصوله في التعصب والعنف كمراهق من النازيين الجدد. وبفضل بعض اللقاءات الشخصية المذهلة، فقد أصبح مينك رافضًا لمعتقداته كما صار مناصرًا للتسامح والتنوع. تُمثل قصته تحذيرًا بشأن الطريقة التي يمكن بها توجيه الشباب بسهولة إلى مجموعات الكراهية.
مرحبًا بكم في "آراء حول معاداة السامية"، وهي حلقات لنشرة صوتية يتم بثها عبر الإنترنت، مأخوذة من المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة، والتي خرجت إلى النور بفضل الدعم السخي المقدم من "مؤسسة أوليفر وإليزابيث ستانتون". معكم أليسا فيشمان. إننا نقوم بدعوة ضيف شهريًا للتحدث حول العديد من الطرق التي تؤثر بها معاداة السامية والكراهية على عالمنا اليوم. وضيفنا اليوم هو فرانك مينك.
فرانك مينك: بالفعل، لقد انضممت إلى حركة استعلاء البيض عندما كان عمري 14 عامًا، فقد انتقلت من العيش في الحي الذي كانت تقطن فيه أمي في جنوب فيلديلفيا إلى الحي الذي كان يعيش فيه أبي في جنوب غرب فيلديلفيا واضطررت إلى تغيير مدرستي، وقد كانت المدرسة التي انتقلت إليها هي مدرسة جميعها من السود بالأساس، حيث كان يجب على الأطفال البيض أن يتعاركوا بالأيدي كثيرًا. ذهبت في ذلك الصيف إلى لانكاستر، ببنسلفانيا، حيث كان يعيش ابن عمي، وقد كان عضوًا في ذلك الكيان المسمى بحليقي الرؤوس. وقد أصبحت معجبًا به كليًا بطريقة ما.
وقد تحدث معي هؤلاء الرجال، عندما ذهبت إلى هناك لأول مرة، وسألوني كيف كانت الفترة السابقة من حياتي بالأساس. لم يسألني أحدٌ من والدي عن هذا الأمر من قبل، لم يسألني أحد من قبل عن "كيف كان يومك في المدرسة يا بني؟" أو "كيف كانت حصة الرياضيات التي تلقيتها اليوم؟" "هل لديك صديقة؟" أعني أنني كنت مُهملاً. لقد ولدت نتيجةً لخطأ مارسه اثنين من مدمني المخدرات، وكانا يتقاذفاني بينهما... أعني أنها لم تكن حياة منزلية عظيمة.
لذلك، وفي إحدى الليالي، عندما ذهبت إلى إحدى حفلاتهم الموسيقية وكان الجميع يخشون جماعة حليقي الرؤوس، وقد وقفت معهم وكان لا يزال لدي شعر في رأسي، في تلك الليلة وبعد أن أنهينا الحفلة الموسيقية، تحدث الجميع عن الشجارات التي خاضوها وكيف أنهم اضطروا إلى حمايتي بسبب أنني لم أكن حليقًا. وقد سألني أحد الرجال "يا هذا، متى سوف تحلق ذلك الشيء التافه الموجود على رأسك؟" وكان ذلك هو السبب. والآن مرةً أخرى، لست أريد أن أصفهم كأنهم كانوا هؤلاء المجندين العباقرة. لقد كانوا فقط ذكورًا أكبر في السن، أطفالاً بين 16 و17 عامًا وكانوا يريدون زيادة أعدادهم وقد أعجبوا بي. وعندما لا تحصل على الاهتمام من المنزل، فإنه يمكن لأي شخص يعطيك بعض البسكويت المملح أن يملأ تلك النزعة.
كان العنف صديقنا الحميم، وكانت صداقتنا الحميمة تتمثل في أن نخرج ونسبب الأذى للأشخاص الآخرين. كنا نكره جميع الأشخاص الذين ليسوا معنا؛ متبعين مبدأ، "إذا لم تكن تؤمن بما نؤمن به، فإنك تصبح عدونا". ويمكن لأي شخص أن يكون ضحية، كانت تلك طريقة كسب ولاء بعضنا البعض. هذه هي الطريقة التي كانت تمنحنا الشعور بأن مجموعتنا أقوى، عندما نقترف أشياء فظيعة تجاه الآخرين. ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق ذهابنا إلى قسم المشردين في فيلادلفيا وضرب الناس هناك كما كان يحدث في فيلم A Clockwork Orange، أو عن طريق الذهاب إلى معبد يهودي ورش الطلاء عليه. وقد فعلنا ذلك لتغذية الوحش الموجود بداخلنا وتغذية وحش الإعلام الذي نعرف أنه يستفيد من أخبارنا وبالتالي سيساعدنا في الحصول على المزيد من الجنود. وعندما تكون حياتك مليئة بالغرور، وذلك ما يفعله الحاقدون—فهم يعيشون بغرور وليس باحترام للذات—لذلك عندما يتسبب الإعلام وغيره من الأشخاص في تغذية ذلك الغرور الموجود بين أفراد هذه المجموعة، فستواصل حينها النمو. وبمجرد أن يصبح أحد الأشخاص مغرورًا إلى درجة الهووس بذاته مع قلة احترامه لذاته ويكون فردًا ضمن مجموعة، فسيصبح هذا الشخص أكثر الرجال خطورة في العالم.
لم أشعر قط بالذنب عندما كنت أرش الطلاء أو أمارس أعمال التخريب. وكما تعلم، فإنه من المحزن أن أقول إن فعل تلك الأمور مع زملائي كان يسبب لي السعادة وأن الأشياء التي تبدو رائعة معهم هي الأشياء التي فعلتها. وسيغضب الناس مني بسبب قول ذلك، ولكني لم أقوله سابقًا. ومن بين أعمال العنف الـ 200 أو 300 التي شاركت فيها في الحركة، لم يراودني أي شعور في 90 بالمائة منها. في الحقيقة، أعني أنني كنت أستمتع بذلك. ربما لأنني كنت أُضرب وأنا صغير، لا أعرف. لقد كنت أُضرب بشدة وأنا طفل. وأتذكر تلك اللحظات التي كنت أتمنى فيها أن يكون زوج أمي بدل أحد ضحايانا، كنت أرغب في ذلك بجنون، ولذلك كانت كل ركلة ولكمة تمنحني شعورًا جيدًا للغاية. أعلم أن ذلك يبدو مرضًا بالنسبة للناس، ولكن تلك كانت الحقيقة. كما يقولون "تقبل الأمر كما هو". ولكن، كانت هناك أوقات أتذكر فيها عندما ننهي ما نرتكبه وأنظر إلى أحد الأشخاص الآخرين وأفكر، ربما يكون هذا الشخص أحد أعمامي الذاهبين إلى الكلية، أو ربما يكون صديقًا. ولكني كنت أُخرج ذلك من ذهني بسرعة، لأنني لم أكن أريد أن أشعر بالذنب. لم أكن أريد أن أشعر بذلك الإحساس، هل يمكنك فهمي؟
كنت أحد أفراد العصابات العنصريين، ولكن الله، والعلم، والطبيعة كانوا يثبتون لي خطأ معتقداتي. وقد توصلت إلى استنتاج بأن كلاً من السود، والآسيويين، واللاتينيين، والبيض—نحن جميعًا كائنات هلامية، أنا أقر بذلك. ولكنني ما زلت أكره اليهود، وذلك، حسب تفسيري، لأن الإنسان عدو ما يجهل. إنه أسرع دفاع. لذلك أنا لم أتعرف على أي أحد من اليهود. لذلك كنت أقول "أتعلم؟ ما زلت أكرههم بسبب ما كنت أؤمن به لفترة طويلة" —أعني أنها كانت خمسة أعوام فقط، ولكن— "لا يمكن أن تكون كل معتقداتي خاطئة تمامًا. يمكن أن يكون هناك شيء ما صحيح في تلك المعتقدات." وبينما كنت ما أزال كارهًا لليهود، قام أحد اليهود بمنحي وظيفةً في حين لم يوافق أحد على توظيفي. فقد كان لدي وشم صليب معقوف كبير على رقبتي. فهو ليس من مهارات الأشخاص الجيدين. لذلك فقد أعطاني هذا اليهودي وظيفةً في معرض أثريات. وقد عملت لحسابه في جميع أيام عطلة الأسبوع، وكان من المفترض أن يعطيني 100 دولار كل يوم، لذلك فهو مدين لي بـ 300 دولار، ولكنني تمكنت من الحصول على 600 دولار من الإكراميات. لذلك وبناءً على تفكيري المعادي للسامية، فقد اعتقدت أنه سيخرج...ويقول لي "لن أعطيك مالك. لقد تمكنت من الحصول على 600 دولار بالفعل. يجب أن تكون سعيدًا بذلك". لذلك، كنت قد خططت سابقًا لهذا النقاش بالكامل، وكيف أنني سأصرخ في وجهه، وكيف سيقوم بالرد علي. ولكنه اتجه نحوي وقال "تفضل ما أنا مدين لك به، خذ 300 دولار". ثم قال "أتعلم؟ خذ مائة دولار إضافية. لقد كنت حقًا عاملاً جيدًا". وعندما دفع لي المائة دولار الإضافية، كان كل ما يمكنني التفكير فيه هو "أيها الوغد. لقد خربت خطتي." كان ذلك لأنني لم أكن أريد أن أكون مخطئًا. لا يريد طفلاً في سن التاسعة عشرة أن يصدق أن ما كان يؤمن به أصبح خطأ. إنه لأمر مؤلم للنفس.
ثم أعادني ذلك الرجل إلى فيلي وقال لي "مهلاً، ما الذي تفعله لكي تحصل على المال؟" وأجبته قائلاً، "لا شيء". فرد علي قائلاً "لما لا تعمل لصالحي؟" وبعدها نظرت إلى الأسفل، كنت أرتدي حذاء مارتنز بأربطة حمراء، والذي يعني أني كنت من النازيين الجدد، وكنت أشعر بالحرج حقًا، الحرج الشديد من معتقداتي. وكان ذلك هو السبب. لقد كنت مخطئًا تمامًا وكان علي أن أعترف بذلك. وقد ذهبت للعمل مع هذا الرجل العظيم للغاية.
يمكن للأشخاص العاديين أو للأشخاص الذين يحاولون تغيير تلك المعتقدات أن يساعدوا شخصًا يمكن أن يكون مناصرًا لتلك المعتقدات عن طريق معاملة ذلك الشخص باحترام أولاً وقبل كل شيء. ففي اللحظة التي ستحاول فيها أن تجعلني أبدو أحمقًا أو تجعلني أشعر أن معتقداتي غبية—وذلك لأنني أحاول أن أتحدث كطفل في الرابعة عشرة من عمره—فسأهاجمك بشدة. ربما لن يكون ذلك الهجوم جسديًا في الوقت الحالي، ولكنك ستخسرني. لذلك يجب علينا التعامل مع الناس باحترام، وأن ندرك أن معرفة أحد الأشخاص جيدًا هو الشيء الذي ينجح في تغييرهم. كما تعلم، لن يتمكن هؤلاء الأشخاص من أن يحملوا الكره دائمًا إذا كانوا يعرفون أن أحد الأشخاص وصل إليهم بطريقة المحبة والرقة. وهذا ما يجب علينا أن نفعله.
أليسا فيشمان: يُعلم فرانك مينك في الوقت الحالي لعبة الهوكي وكيفية حل النزاعات للشباب. وقد أزال وشم الصليب المعقوف الذي كان على رقبته عند طبيب كان قد فقد عائلته في الهولوكوست.