في روايته سنة 2007 "اتحاد الشرطة اليديشية" يحاول مايكل شابون أن يتخيل طريق للخروج من الهولوكوست.
نسخة كاملة مكتوبة
مايكل شابون: واحدة من أوضح وأحدّ المشاهد التي رسخت ـ بطريقة فهمي الأول للهولوكوست ـ هي عمتي التي وقع سجنها كطفلة وشم ذراعها. وكانت بالتالي تحمل رقما على ذراعها وكانت رؤيتي الأولى لها وملاحظتي لها للوهلة الأولى أفزعتني بقوة. فأصبحت بالتالي أشاهد الرقم على ذراعها لكي أصدق نفسي وأنني لم أتخيل ذلك المرة الأولى. ولأنني كذلك كانت لي رغبة كطفل لمعرفة معنى ذلك ـ لا أقصد المعرفة بمعنى فكري ولكن لأشعر بقوة حتى عبر هذا الطريق الصغير لأحصل على معنى مباشر وواضح لمعنى الهولوكوست.
دانيل جرين: عندما كتب مايكل "قلها باليديشية", كتاب سياحي تم نشره سنة 1958 كان يتساءل عن جدوى استعمال هذا الكتاب. في روايته سنة 2007 "اتحاد الشرطة اليديشية" اخترع شابون المكان المثالي ـ وهو مكان خيالي ليهود أوروبا المرحلين بألسكا. في رواية "اتحاد الشرطة اليديشية" وفي أعماله الأخرى كان الهولوكوست دائما حاضرا.
مرحبا بكم في "آراء في معاداة السامية"، وهو مسلسل بودكاست من المتحف الامريكي للمحرقة اليهودية. لقد اصبح هذا البرنامج ممكنا بفضل الدعم السخي الذي قدمته مؤسسة أوليفر واليزابيث ستانتون. أنا مقدم البرنامج جانيل جرين، ومرة كل أسبوعين، أدعو ضيفا للتحدث عن الطرق العديدة التي تؤثر بها معاداة السامية على عالمنا اليوم. هاهو الكاتب مايكل شابون.
مايكل شابون: أعتقد أن السؤال الملح في كتابتي حول الهولوكوست هو إلى أي مدى لدي الحق في استعمال الهولوكوست في الأغراض الأدبية. هل هذا صحيح أن أكتب حول الهولوكوست كشخص ليس له علاقة مباشرة بذلك؟ إلى أي درجة أنا مؤهل لتصوير وتقديم الهولوكوست في أعمالي؟
أخيرا أنا أحاول أن أقص قصصا وهي هملية لا إرادية تجعل الصور تأتي إلى ذهني. لدي رغبة ملحة أو أمنية في قراءة هذا الكتاب "قلها باليديشية", كتاب المسافرين الذي نشر في أواخر الخمسينات. لقد كان مصدر للإلهام لكتابة "اتحاد الشرطة اليديشية". لكن قبل ذلك كتبت مقالا لمحاولة فهم فكرة كتاب المسافرين باليديشية. محاولة طرح السؤال إلى أين ستذهب بهذا الكتاب؟ وإلى أين ستأخذه؟ إلى أي اتجاه ستسافر بكتاب اليديشية الذي يقول لك كيف تقوم بأشياء مثل طلب أدواة غسل الأسنان باليديشية أو ما شابه ذلك.
وفي هذا المقال تساءلت حول الإمكانية التالية وهي لو أن الهولوكوست لم يحدث لبقي جميع اليهود على قيد الحياة وأنجبوا وصاروا لهم أبناء وأحفاد. وهو طبيعي أن نتخيل هذا العدد الكبير من الناس الذي كان سيتكلم باللغة اليديشية اليوم. ولو سافرت اليوم عبر ما تسمى حديثا بأكرانيا وبولندا وروسيا فإنهم سيكونوا من المجدي أن يكون لك الكتاب اليديشي. زيارة هذا المكان ـ هذا لو كانت هناك دولة تتحدث باليديشية ـ بإمكاني الذهاب ووضع هذا الكتاب والذهاب إلى الكازينو وشراء الشيبس باليديشية.
وعندما كلفت نفسي بالإستجابة لهذه الرغبة وقلت: "طيب, سأكتب رواية في الخيال", لقد أجبرت فورا على كتابة هذه الرواية التي تواجه الهولوكوست. لأن الهولوكوست قتل اللغة اليديشية. لو أردت الكتابة حول اليديشية ودولة يديشية معاصرة فيجب علي أن أتناول الهولوكوست بطريقة أو بأخرى, وستكون بذلك جزء من الرواية.
أعتقد أن في "اتحاد الشرطة اليديشية" حاولت استعمال خيالي لمعرفة وتخيل على الأقل تأثير الهولوكوست والخروج من هذه الكارثة. ومرة أخرى, أشك في أن القوة التي تقود هذه الرواية هي الوعي وهو في الأخير الأمنية العبثية.
أعتقد بأن كلنا طفل يتمنى بأن ذلك لم يحصل. هذه صفة طبيعية بشرية بالنظر إلى الوراء ومحاولة إيجاد بعض النقاط التي كان من الممكن أن تحدث بطريقة أخرى أو منع حصولها.
وأعتقد كجيل أو الأجيال التي تلت الهولوكوست أن كل ما نحن بصدد القيام به هو محاولة معرفة تلك النقاط والهدف من إلقاء اللوم والمسؤولية ناظرين إلى إدارة فرانكلين روسفلت. لو قامت بهذه أو تلك.
أو ذلك الكليشي الخيالي الذي يتصور امتلاك آلة الزمن والرجوع بها إلى الوراء وخنق هتلر منذ ولادته.
هذا الجنون الميتافيسيقي والإنساني هو نوع من التمني لمنع حدوث الكارثة. أعتقد أن جزء من جيلي والأجيال التي تلت الهولوكوست لديها شرعية امتلاك هذه المشاعر القوية التي نتمنى عدم حدوثها والتي تحاول فهم كيف حصلت لكي تواصل هذا المسار من التمني بطريقة أخرى.