عُيّن خالد عبد الوهاب التونسي الذي أنقذ 24 من اليهود خلال المحرقة كأول إنسان عربي رمزاً "للإصلاح بين الدول". وتتحدث هنا فائزة عبد الوهاب عن حياة وتراث أبيها.
نسخة كاملة مكتوبة
فائزة عبد الوهاب: إنني متفائلة ولكن في نفس الوقت لا أؤمن بالمعجزات. أعتقد أن قطرات من الماء تمكن أن تخلق بحراً من الفضائل. وأؤمن بالحوار وباحترام الناس لبعضهم البعض. ولكن لست أدري, يجب أن نبدأ الحوار في مكان ما, ويمكن أن يبتدأ في هذا المكان.
دانيل جرين: في 1942 وصل الجيش الألماني إلى المهدية في تونس وبدأ بطرد اليهود من بيوتهم. أخفى العربي خالد عبد الوهاب التونسي خلال الاحتلال 24 من اليهود في مصنع زيت الزيتون لمدة أربعة أشهر. لقد توفي عبد الوهاب سنة 1997 ولكن تم تعيينه كرمز للإصلاح بين الدول بعد وفاته في ياد فشيم, ذكرى المحرقة بإسرائيل. بعد أن يتم إثبات هذه الوقائع سيكون عبد الوهاب هو أول شخص عربي تحصل على هذا الشرف. وتحدثت ابنت عبد الوهاب فائزة عن حياة وتراث أبيها سابقاً.
مرحباً بكم بأصوات حول معاداة السامية, سلسلات بودكاست لمتحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة. أنا دانيل جرين. نقوم كل أسبوع باستدعاء ضيف لنلفت النظر للطرق العديدة التي تؤثر على عالمنا اليوم من معاداة السامية والكره. أقدم لكم فائزة عبد الوهاب.
فائزة عبد الوهاب: أبي اسمه خالد عبد الوهاب. وكانت عنده عزبة صغيرة في المهدية ـ مدينة صغيرة في الساحل التونسي. عندما احتلت ألمانيا تونس عرف أن هناك عائلة يهودية قد تم تهديدها. ويعرف سكان هذه المدينة الصغيرة بعضهم البعض. وقد وجد هذه العائلة ليلة في مخبأ فأخذهم جميعاً معه إلى عزبته أين كانو ماكثين طيلة زمن الاحتلال. كان عدد الناس الذين أخفاهم أبي في عزبته 24 شخصاً من عائلات مختلفة.
سألته: "ماذا حدث خلال الحرب, هل جاء الألمان أم لا؟" إنني كنت لا أعرف شيئاً عن هذا. فأخبرني:"نعم, لقد قمت بإخفاء الكثير من العائلات في عزبتي." فتعجبت لهذا الأمر لأننا كنا نعيش مع بعض في تونس ـ يهود وغير اليهود وإيطاليون وفرنسيون والعرب. لقد اعتبرنا أنفسنا تونسيين قبل كل شيئ آخر. وكانت حلقة الاتصال بيننا أننا تونسين. أكلنا نفس الأكل, وقاسمنا الكثير من الأشياء. وكنت لا أدري أنه غامر بحياته لأنه لم يحك لي شيئاً. قال فقط:"نعم, لقد قمت بحماية عدة عائلات يهودية." كان هذا الشيء بالنسبة له عادياً جداً.
وإنني متأكدة أنه إذا كان على قيد الحياة سيسر جداً لهذا الاعتراف. وأنا فخورة به. إن تعيينه كان تعييناً رمزياً. وآمل أن يكون هذا التعيين له وقع حسن في قلوب الناس, أكثر من أن يكون رمزاً.
أنا ضد أي نوع من الانكار. وأطلب من الناس أن يعرفوا الحقيقة حتى ولو كان هذا شيئاً صعباً. وأريد أن يفتحوا أعينهم. إذا تغلق عينيك وتقول:"لا أريد أن أكون متحداً مع هؤلاء الناس", فإنك تغلق باب الحوار, وهذه هي النهاية. ليس هناك أي أمل. إذا فتحت قلبك وعينيك لأشخاص آخرين وتقول:"طيب, أنا أقبل هذا حتى ولو يكون صعباً علي قبول أشياء معينة. ولكنني أقبل الأشياء التي تجعلنا نواصل معاً نحو التطور." هذا شيء مهم للغاية بالنسبة لي.
وقد يقول أبي بالتأكيد أنه يرغب في هذين الشخصين أن يعيشا مرة أخرى بدون هذه المشاكل. ربما أنني أحمل هذه الرسالة. إذا لم يكمل أبويك شيئاً فإنك ترغب في إنهاء هذا العمل. فكذلك أحمل ما فعله أبي معي بنية حسنة.