في سنة 1996 أسس داود بلجرم متحف جيم كروف بالجامعة الدولية فاريس بولاية ميشيغين. بصفته مدير مجال تنوع الحضارات وأستاذ في في علوم الإجتماع يتميز الأستاذ باستعمال أشياء ترمز العنصرية ليدرس التسامح.
نسخة كاملة مكتوبة
داود بلجرم: عندما تلعب ألعاب تهدف إلى إهانة مجموعة أخرى وأغاني تغنيها تعزز تلك الإهانة, وعندما تتولى أفلام الصور المتحركة والإشهار السيطرة على فرقة أو مجموعة واحدة, فهل هذه هي الدعايات؟ أقول نعم. بل فهذه هي أخبث طرق للدعايات.
في سنة 1996 أسس داود بلجرم متحف جيم كروف بالجامعة الدولية فاريس بولاية ميشيغين. بصفته مدير مجال تنوع الحضارات وأستاذ في في علوم الإجتماع يتميز الأستاذ باستعمال أشياء ترمز العنصرية ليدرس التسامح.
مرحبا بكم في "آراء في معاداة السامية"، وهو مسلسل بودكاست من المتحف الامريكي للمحرقة اليهودية. لقد اصبح هذا البرنامج ممكنا بفضل الدعم السخي الذي قدمته مؤسسة أوليفر واليزابيث ستانتون. أنا مقدمة البرنامج أليسا فيشمان، ومرة كل اسبوعين، ادعو ضيفا للتحدث عن الطرق العديدة التي تؤثر بها معاداة السامية على عالمنا اليوم. ونرحب بداود بلجرم من بيغ رابتس بولاية ميشيغين.
دواد بلجرم: يتميز متحف جيم كروف بمجموعة من ذكريات معاداة الأفارقة والحق المدني والتمييز. وكنت أنا المتبرع الأول. ويسألني الناس: "متى بدأت بجمع هذه الذكريات ولمذا؟" كنت دائما أقوم بجمع ما أسمي "الذكريات الحقيرة والبائسة". فإنني جمعت أشياء كنت أضنها توضح كيف تأثر على حضارتنا. على سبيل المثال, هناك منفضة عليها صورة شخص أمريكي إفريقي ذي شفتين حمراء كالنار وذي عينين وحشيتين وشعر فوضوي. ولكنني ترددت عندما أعطيتكم هذا الوصف لأن هناك الكثير من الكاريكاتيرات حول الأمريكيين الأفارقة. فعلى سبيل المثال فالصورة البائسة للمولد المزعوم تختلف بكثير عن طوم أو سامبو أو الأم الإفريقية أو الأطفال الأفارقة. فهذا من المحتال أن تصف شيء مثالي معتاد لأن هناك الكثير من السمات الإفريقية على الكثير من الأشكال واللوازم اليومية.
إذا كنت يجب عليك أن تخترع كلمة واحدة لوصف الأشكال والتحف التي توجد عندنا فهذه الكلمة هي "الدعايات". حين بدأت في تخيل الدعايات ضننتها فقط منشورات. وفي يوم ما عثرت عن منفضة كاريكاتيرية عليها صورة شخص ينتمي إلى دولة أو حضارة معينة, وحينئذ عرفت أن التحف يمكن أن تساعد على نشر الدعايات. وأعتقد أن الدعايات التي لديها أكثر تأثير عند الناس هي الدعايات التي لا تضهر هكذا, عندما يرونها الناس فإنهم يعتقدون أنها شيء عادي كاللعبة أو المنفضة. عندما تجعل الكراهية لعبة فإنك تعطيها رخصة مسموحة, وهذا شيء محير بالفعل. فعندما ترى صورة على غلاف مسحوق أو لعبة أو منفضة ـ الأشياء التي تلعب دورا في حياتنا اليومية ـ هذه الأشياء تقنع الناس أن التراتب العرقي مسموح.
ومن أصعب الأشياء بالنسبة لي هي كيف يمكنني أن أعرض هذه الأشياء للناس عند زيارتهم المتحف. شاهدت أن الناس لديهم تفسيرات مختلفة عندما يشاهدون التحف والأشياء المعروضة. فهناك أحد ينظر إلى طفل صغير من الطامبو ويقول: "هذا الطفل جميل وشاطر. وهذا المشهد يذكرني بكثير, يذكرني بوالدي وأوقات جميلة ويذكرني بالعصيدة." ولكن شخص آخر يقول: "هذا المشهد يذكرني بالتمييز والاستعباد وهذا يؤلمني".
هدفنا أن نشجع الناس على التحدث مع بعض. فلمذا هذه مسألة صعبة؟ حين يزورنا الناس أود أن أخبرهم عن الأشياء التي يشاهدونها. فعندما يقول أحد: "لمذا تحس الآن بالإهانة؟", أود أن أصرخ وأقول: "كيف لم تر الأهانة؟", ولكنني لا أقول شيئا. وبمرور الوقت تعلمت أن أفهم الناس وأن أفهم مشاعرهم وأن أسمح لهم بشرح آرائهم وهكذا يتكون حوار ممتع. ولكنني أخشى من أن الناس لن يتكلموا أبدا عن مشاعرهم. إنني لا أخشى من أنهم سيفكرون بطريقة لن تنطبق على تفكيري أنا.
أعتقد أن المعلومات التي تنتشر بشكل نظامي والتي تغذف وتنتقص المعلومات الأخرى, هي في الحقيقية تنتقص وتغذف مجتمعنا كله. وأعتقد أن معاداة السامية والعنصرية والجنسية ومعاداة الجنسية المثلية هي التي تهدم الديمقراطية. إن هذه الأشياء تجعل الديمقراطية كذبة. أقصد, طالما الناس يفكرون هكذا "نحن ضد بعضنا البعض" وطالما الناس يشعرون بالألم في هذا المجتمع والآخرون يعتقدون أن الآحرين هم السبب فإننا نهدم هذه الدولة. فالحل هو أن نقنع الناس الذين لم يُنتهكوا مباشرة بأنهم جزء من الـ "نحن" نفسه. وكان هذا بالنسبة لي ـ أن أجعل هذا الـ "نحن" أكبر ـ ضغط كبير طول حياتي.